غير مصنف

قراءة اولية في انتخابات اتحاد المعلمين والموظفين في الانروا “ظافر الخطيب”

ينفرد اساتذة موظفي و عمال الأنروا في كل عام، بتقديم نموذج جيد في سياق الإنتخابات السنوية للتجديد للمجلس التنفيذي لاتحاد موظفي و معلمي الأنروا في لبنان، وهو نموذج يقدم حيوية ديمقراطية فلسطينية تصلح للدراسة و يا حبذا او أمكن تعميمها بحيث تستطيع إفراز قيادات مجتمعية و سياسية قادرة على إدارة الشأن الفلسطيني بما يخدم القطاعات التي تمثلها و دائما على اساس توازن الأولويات.

و قبل أن تجف اقلام المقترعين للانتخابات التي جرت البارحة، و على هامش النقاشات الحارة الداخلية لدى كل فصيل او ضمن مكونات التحالفات التي شكلت لوائحها، فإن قراءة سريعة للنتائج يمكن أن تفضي الى التالي:

أولاً: تكسير قاعدة الهيمنة او المدحلة، إذ لا احد يستطيع ادعاء الحسم المسبق قبل فرز نتائج صناديق الاقتراع، لا سيما و أن هذه القاعدة كانت كابحة و مانعة لخلق تمثيل فلسطيني قوى.

ثانيا: الجرأة في تشكيل لوائح منافسة استطاعت أن تفرض نفسها بمعزل عن الكيفيات التي تشكل بها اللوائح، ولا شك أن هذا التنافس شكل روح العملية الإنتخابية بمحتواها وشكلها الديمقراطيين.

ثالثا: تمتع المقترعين بهامش جيد من الحرية مكنها من تحرير اراداتها بحيث خضعت لقناعات مختلقة أعطت توزعاً للأصوات على لوائح ثلاثة.

رابعاً:قد تعطي هذه الانتخابات تصوراً يمكن أن يخلق واقعاً جديداً، حول التحولات في المجتمع الفلسطيني و حول طبيعة التوازنات القائمة فعلاً و هو ما يؤكد أهمية العملية الدميقراطية باعتبارها الوحيدة القادرة على خلق و تجديد الشرعيات التمثيلية

خامساً: و بنفس الدرجة من الأهمية، فإنها أعطت درساً لكل الجهات الفاعلة على مستوى التمثيل القطاعي، بأن صندوق الإقتراع هو فرصة للمساءلة و المحاسبة، فمن يعطي جيدا للفئات المُمَثلة يمكن ان يكسب الجولات الإنتخابية و أن الإتكاء على قوة هذا التنظيم او ذاك لم تعد كافية و هو ما يفرض على القوى السياسية النظر في طبيعة الممثلين و قدرتهم على العطاء، لا للتنظيم السياسي الذي ينتدبه لهذه المهمة، بل لمن منحوه الثقة من خلال صندوق الإقتراع.

سادساً وعلى متن الإفتراضي، يبرز سؤال لا يخلو من الخباثة، هل يمكن اعتبار النتائج الى هذا الدرجة إو تلك، انعكاسا لنبض الشارع الفلسطيني؟

لقد انتهت الانتخابات، على القوى السياسية ان تقرأ النتائج، و لكن بعض النظر عنها، فإن على الرابح ان يثبت قدرته على العطاء و الإنجاز و على الخاسر أن يعي أسباب خسارته و أن ينطلق الى العمل ليعيد تأكيد حيثيته من جديد، هذا على فرض أنه يمتلك مقومات ذاتية تمكنه من ذلك

 

زر الذهاب إلى الأعلى