غير مصنف

طاولة الحوار في جمعية ناشط: حاجة مجتمعيّة وضرورة وطنيّة

طاولة الحوار في جمعية ناشط:
حاجة مجتمعية وضرورة وطنية

فريق شعلة ناشط التطوعي-حقوق

يعاني اللاجئون الفلسطينيّون في لبنان عامّة ومخيّم عين الحلوة بالتحديد من سلّة متكاملة من الضغوط الخارجيّة التي تستهدف إستقرار حياتهم وتهدّد أمنهم بشكل مباشر أو غير مباشر، أو على الأقل ممارسة ضغوط متواصلة لإظهار صورة نمطيّة عن اللاجئين الفلسطينيّين وتصوير المخيّمات وكأنّها بؤر أمنيّة،ولعلّ الحملة الإعلاميّة الممنهجة والمنظمة التي تقوم بها وسائل وشخصيّات إعلاميّة لبنانيّة وعربيّة ما هي إلاّ وجه مخفّف عن حجم هذه الضغوط.

من الناحية الوطنيّة، يتزايد شعور اللاجئين يوماً إثر يوم من خفوت دورهم وتأثيرهم من المساهمة في صياغة مستقبلهم بما يتناسب مع مصالحهم الوطنيّة وذلك نتيجة العدوانيّة الإسرائيليّة والتجاهل الدولي والإقليمي المتعمّد لحقوقهم وتطلّعاتهم الوطنيّة، وأيضاً وهو الأهم غياب الرؤية الإستراتيجيّة الفلسطينيّة الموحّدة وانشطارها إلى استراتيجيّات متعدّدة تحاكي كل واحدة منها واقع جغرافي واجتماعي فلسطيني محدّد وتخدم قوى اقليميّة أو دوليّة على حساب المصالح الوطنيّة المشتركة لعموم الجغرافيّات الفلسطينيّة المختلفة والمتنوّعة المصالح. هذا الواقع أدّى ويؤدّي باللاجئين الفلسطينيّين في لبنان إلى إنعدام الثقة بالمستقبل الوطني وتحوّل الإهتمامات من وطنيّة جامعة إلى فرديّة خاصّة وهو العامل المؤثّر لسيادة فكرة الهجرة باعتبارها فكرة الخلاص في أوساط اللاجئين والتي بات غالبيّتهم إمّا مهاجرين إلى المنافي والمغتربات وإمّا مشاريع مهاجرين.

كما تلعب سياسات الدولة المضيفة والتي تتحوّل إلى شرائع وقوانين دستوريّة تجاه اللاجئين وحرمانهم شبه الكامل من كافة حقوقهم المدنية والإنسانية دوراً مؤثّراً في تعاظم حالة إنعدام الثقة بالمستقبل ليس فقط على الصعيد الوطني السياسي، بل أيضاً يطال سائر الحقول الإجتماعيّة والإقتصاديّة أي غياب الأمن الإجتماعي مما يدفع وثائر الهجرة بين أوساط اللاجئين بل وأخطر من ذلك ينعش البيئة الحاضنة لحالات التطرّف والعنف والإنفلات الإجتماعي والأخلاقي ويزيد من حدّة الجفاء ويعرقل كل عمليّات التواصل والاندماج ما بين اللاجئين ومواطني المجتمع المضيف.

لذلك تتزايد ردود الفعل الحادّة وترتفع إلى أعلى مستوى حالة الخنق والغضب والرفض للواقع المعاش، وما يزيد هذا الواقع بؤساً هو الأداء القاصر والعاجز في أحيان كثيرة للقوى السياسيّة وهيئات إدارة المجتمع المنبثقة عنها، الناتج عن عدم تحديد الأولويّات في الأهداف بشكل ملموس والخلط المتعمّد وأيضاً في استنباط الأساليب والأشكال وابتكار الآليّات المناسبة القادرة على تحويل حالة التذمّر والغضب إلى أفعال إيجابيّة، أي إلى قوّة ضغط شعبيّة فعليّة قادرة على التأثير على أصحاب القرار لانتزاع الحقوق والمطالب .

من هنا جاءت فكرة طاولة الحوار المستدام في جمعيّة ناشط الإجتماعيّة الثقافيّة والتي تهدف بالأساس إلى تبادل المعرفة والمفاهيم والخبرات بين جميع القوى المؤثّرة والفاعلة في المخيّم، لتحديد الأولويّات وإستشراف آليّات العمل واستنباط أساليب وأشكال الفعل الإيجابي الضاغط المؤثّر والمتواصل بشكل جماعي لنيل الحقوق وانتزاع المطالب بشكل تدريجي تراكمي ومتواصل.

زر الذهاب إلى الأعلى