أبرز الاخباررسالة الأسبوع

زوادتنا

هناك قاعدتين تحكمان عملية التفكير، أن ترى النصف الممتلئ من الكأس، أو أن تنظر إلى النصف الفارغ. وتختلف الحالة الشعورية، النفسية، الذهنية، وانعكاسها سلوكياً، باختلاف الزاوية التي تنطلق منها، فإن اخترت القاعدة الأولى (ا لنصف الممتلئ)، تسيطر الحالة الشعورية المتفائلة والروح المتحفزة، والعقل المتفاعل، وأما اختيار القاعدة الثانية (النصف الفارغ)، فإن الحالة الشعورية المسيطرة تكون خاضعة لمنهج الشكوى وعدم الرضى، وعلى المستوى الذهني ومن ثم العملي تنعدم القدرة على قراءة الإمكانات واستثمارها وهوما يؤدي غالبا إلى التفريط بالمنجزات.

جاءت تجربة التعاونيات النسائية من فضاء القاعدة الأولى الإيجابية التي تتعامل مع النساء والقدرات التي تتمتع بها لتوظيفها لمصلحة حضور المرأة المجتمعي وتالياً السياسي على المدى المتوسط والبعيد وهوما يمكن أن يحقق توازناً مطلوبا يساعد في تظهير الشخصية الفلسطينية اللاجئة بصورة تخدم المستقبل.

فتجربة زوادتنا التي اطلقتها التعاونيات النسائية الفلسطينية انطلقت في ظروف غير مساعدة ومن بيئة غير مساندة، أكان الأمر على المستوى الفلسطيني المفكك، المنقسم والمنشغل بالضغوط اليومية والواقع تحت تاثير الإعتماد على المساعدات والإعالة، أو على المستوى اللبناني بسياساته المنحازة ضد الفلسطيني.

رغم ذلك وعلى قاعدة الإستمرارية وزيادة الكفاءة والفاعلية والجودة، انطلقت زوادتنا من خلال الانفتاح على السوق اللبنانية التي يجب ان تكون صديقة، وبسياسة بناءة لإقناع الفاعلين فلسطينياً أن هناك إمكانية لتحويل التهديد إلى فرصة، وأن هناك إمكانية لصياغة مجتمع إيجابي منتج يتقدم ويستجيب لأولوياته واحتياجاته.

قائمة زوادتنا مليئة بأصناف الطعام والحلويات، المربيات والمعجنات.. وهي تزهو بهمة النساء وحيويتهن،الإبتسامة التي تقهر الظلم والفقر،التهميش والتجهيل والعزل،لتؤكد على الثقة بالذات والقدرات والكفاءات التي وضعت هدفها في تحقيق الاكتفاء الذاتي.

اليوم وبعد خمسة سنوات من البذل تضع زوادتنا أمامها شعار التطور والتوسع من أجل تعميم التجربة وزيادة عدد النساء العاملات وتدريب أخريات لتمكينهن من إطلاق مبادراتهن الخاصة من اجل تحسين مستوى الدخل.

على أن ذلك يحتاج بدوره الدعم والإسناد ان كان من خلال الترويج او من خلال التمويل، وهي تراهن على اكتساب شركاء جدد لتمكينها من تحقيق أهدافها على المدى المتوسط والبعيد.

زر الذهاب إلى الأعلى