اليوتوبيا الفلسطينية في لبنان ضرورة وحاجة

يحتاج المجتمع الفلسطيني في لبنان إلى إدراك ذاته وقدراته، مصادر قوّته ونقاط ضعفه، فرصه وتحدياته، كما يحتاج إلى تحديد التهديدات والمخاطر التي تواجهه. لكن ذلك لا يمكن أن يتم بدون الدخول بحوار جدي وعميق يشارك به كل الفاعلين الجديين في الحياة العامة ومن كافة القوى والفئات الاجتماعية.

غير أن ذلك لا يمكن أن يتم بدون ترسيخ مبدأ الديمقراطية، فلا حوار بنّاء جديّ بمخرجات واقعية ومسؤولة بدون ديمقراطية، ولأن مجتمع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يحتاج إلى طاقة كل أفراده، فإن اعتماد الديمقراطية كمبدأ ناظم لكل التفاعل الإنساني، الاجتماعي والثقافي، هو المدخل لتعزيز القدرات على مواجهة المعاناة وتحويل المجتمع الفلسطيني إلى مجتمع منتج، فعّال ومقتدر. بدون ذلك فإن منهج التبرير والشكوى يظل سمة أساسية في تقديم الإجابات عن الأسئلة القلقة والمتراكمة.

وما يعوق اليوتوبيا الفلسطينية هو سيطرة أنماط الاستبداد والبيروقراطية المدعمة بالفساد والامتيازات، ناهيك عن العقليات البائسة المستسلمة لقدرية دكتاتورية الجغرافيا. يضاف إلى ذلك الشرخ القائم بين القوى الاجتماعية فهذا يكفر ذلك وذاك يخون هذا، وما بين هذا وذاك، ما بين التفكير والتخوين تضيع اليوتوبيا الفلسطينية وينحدر المجتمع اللاجئ أكثر فأكثر، إنها الديمقراطية يا غبي.