غير مصنف

فلسطين محفورة بالقلب كما نحفر الأسماء على الخشب

فلسطين محفورة بالقلب كما نحفر الأسماء على الخشب

يعتبر الحفر على الخشب، من الفنون الحرفية القديمة الحديثة، التي حافظ البعض على صناعتها والترويج لها، وفرضت لها مكاناً مميزاً بين المقتنيات، والهدايا الأساسية التي تقدم في المناسبات، لما تحمله من رمزية معبرة، بخاصة بعد التطور الصناعي ودخول الآلة في هذا المجال، وقد استطاعت الأيادي الماهرة، أن تحاكي الخشب وتصنع منه منحوتات، وفنون جميلة نابضة بالحياة.
في هذا السياق، قال النازح الفلسطيني من سوريا، صبحي عامر: “بدأت العمل في النحت على الخشب، منذ أن كان عمري 15 عاماً، تعلمت المهنة من والدي رحمه ، الذي أورثني مشغلاً صغيراً للنحت في سوريا”، مشيراً إلى أنه” في البداية بدأت بحفر الأحرف على الخشب الصلب، وبعدها بدأت أتتطور وأتعلم أشياء جديدة، كان والدي دائماً يحدثني عن أهمية هذه المهنة، وأنا أحببتها والحمدلله، أتقنتها رغم كل الظروف القاسية التي مررنا بها”.
وأضاف عامر الذي يبلغ من العمر 35 عاماً، والذي يعيش حالياً في بيروت: ” لجأنا إلى لبنان بعد الحرب السورية التي دمرت كل ما نملك، حتى مشغل والدي الصغير الذي أورثني إياه، فكان ذلك المكان من أصعب ما فارقت في سوريا، لجأت أنا وعائلتي، وبدأت البحث عن عمل، حتى تعرفت إلى شخص يعمل في شركة تسوق منتوجاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، والحمدلله توظفت في المعمل التابع لهذه الشركة، وأنا الآن أعمل في نحت الأسماء والأحرف، بحسب ما يطلبه الزبائن”.
وبيّن أنه عندما كان في مشغله، كان لديه العديد من الأعمال الخاصة به، التي نحتها بيده منها: القدس، حنظلة، إسم فلسطين، وخريطة فلسطين، موضحاً أن غربته ونزوحه لم تنسياه وطنه فلسطين، قائلاً: “فلسطين محفورة بالقلب كما نحفر الأسماء على الخشب، فلم يمحها من ذاكرتنا شيئاً ، ولم نوافق على وطن غيرها، وبإذن الله عائدون إليها”.
وختم : أنه حتى اللحظة لم يفكر في إنشاء عمله الخاص به، كون الظروف المادية لا تسمح بذلك “أنا لا أرغب في إنشاء عمل خاص هنا لسببين: الأول هو أنني لا أملك رأس مال للقيام بعمل خاص، والسبب الثاني أنني أفكر في العودة إلى سوريا، وبعد الوصول من المؤكد أنني سأكمل ما تركه أبي، وسأبدأ من الصفر”.

 

– نقلا عن وكالة القدس للأنباء –

زر الذهاب إلى الأعلى