غير مصنف

كلمة الحراك الشعبي في مسيرة تشييع الضمير العالمي التي ألقاها الدكتور ظافر الخطيب

hhgh164
الاخوة والاخوات
الحضور الكريم كل بصفته ولقبه وما يمثل
صرخة جديدة يطلقها مخيمٌ فلسطيني، صرخة جديدة يطلقها مخيم عين الحلوة ، وما ادراكم ما عين الحلوة، عاصمة الشتات القابضة على جمر الحصار المعاناة والصمود ، المخيم الأبي المتمسك بحق العودة.
صرخة جديدة عنوانها واضح كل الوضوح، نحن لن نتنازل عن حقوقنا، نحن نعرف كيف ندافع عن حقوقنا، ونحن وسياساتكم في نزال حتى تتكسر عند اعتاب صمود شعبنا، وكما في داخل الوطن المحتل يخوضون معركة الوجود نحن نعتبر هذه المعركة ايضا جزء من معركة الوجود، فإما ان ننتصر او نموت دونها بعزة وكرامة. إما ان ننتظر أو فليكن زحفنا نحو الحدود.
الحضور الكريم
ان ما نحن بصدده ليس مسالة عابرة، فالمشكلة الحقيقية تكمن في اننا ما زلنا نعيش خارج وطننا وبلا دولة تحمي مواطنيها، المشكلة الحقيقية هي في اننا ما زلنا في وضعية المؤقت الضيف، الضيف المحاصر الممنوع من كل الحقوق، لذلك فإننا عندما نخوض هذه المواجهة فإننا ننطلق من منطلق انها معركة طويلة ، وهي معركة حول الحق، الحق الكامل الغير منقوص، أي انه من حقنا ان نحصل على استشفاء شامل وكامل، وهو حق كفلته لنا القوانين الانسانية، والأونروا ملزمة بالالتزام به.
لقد مللنا مقولة العجز في موازنة الأونروا، الدول العظمى والنافذة في العالم التي تتشدق بالعبارات الرنانة حول حماية الانسان وحقوقه تنفق مليارات الدولارات من اجل السلاح، ومثلها مليارات كثيرة في الحروب، ولو انها جيرت 1% فقط من كلفة أسلحة الدمار والتدمير لمصلحة اللاجئين الفلسطينيين لكانت المشكلة عولجت ولما كنا نقف هذا الموقف الان.
لذلك من حقنا ان نشكك في كل ما تقوم به الأونروا من ترتيبات وتدابير وسياسات، من حقنا ان نحقق في كل ما تقوله او تفعله، ومعيارنا في ذلك هي مصلحة الفلسطينيين من كل ذلك.
والهدف كما كان منذ البداية، هو تفريغ الانسان الفلسطيني من كل قيمه الثقافية، التاريخية، الوطنية والكفاحية، الهدف من كل ما يعيشه الفلسطيني من حصار وحرمان هو تعريضه للضغط، وللمزيد من الضغط كي ينسى هويته، كي يفقد بوصلته ويوجهها باتجاهات مختلفة، لهذا كان مطلوباً تحويل المجتمع الفلسطيني الى شحاذين يتوسلون المساعدات من المؤسسات والأثرياء، كان المطلوب ولا زال ان نكون بلا كرامة وعزة نفس وهما اهم عناصر الارادة التي تصمد بوجه المخططات والاستهدافات.
وعليه فإن المطلوب فلسطينيا، ان نعرف الارض التي نقف عليها، والى اين نريد ان نصل، وكيف نحقق الهدف، وهذا يعني ان نرسم استراتيجية مواجهة ذات طابع مطلبي تهدف إلى تمكين كل إنسان فلسطيني لاجئ من ممارسة حقوقه وفي المقدمة منها حقه بالاستشفاء الشامل والكامل، استراتيجية مواجهة ذات طابع مطلبي لكنها ايضا بمضمون سياسي من حيث ان طبيعة الاستهداف من وراء هذه السياسات هو استهداف سياسي ووطني.
الحضور الكريم
تقول إدارة الأونروا أنها تخصص عشرة ملايين دولار للخدمة الاستشفائية، طبعا الخدمة الاستشفائية وفق استراتيجية الأونروا لا تغطي كل الامراض، بل جزء منها ، اما الامراض التي تتطلب كلفة علاجية عالية فهي لا تعترف بها، لهذا يترك الانسان الفلسطيني الذي يعاني من امراض خطيرة بكلفة علاجية عالية ليواجه مصيره بنفسه، فإذا كان محظوظاً حظي بمتبرع كريم، وغالبا ما يواجه خطر الموت، لهذا تكثر حالات الوفاة الناتجة عن عدم توفر علاج مناسب، ولأننا لا نملك مؤسسات و هيئات تتابع فإن اقصى ما يمكننا قوله ( رحمه الله)، نعم رحمه الله ولكن كيف مات، وهل مات ام قتل بسبب غياب العلاج المناسب ولو راجعنا نسبة الوفيات لدينا لرأيناها مرتفعة قياساً مع المجتمعات الأخرى.
اننا في الحراك الشعبي الفلسطيني ومنذ بداية الازمة انخرطنا في المواجهة وسنظل حريصون على استمرار المواجهة وبما أننا حريصون على فهم واستيعاب طبيعة المواجهة وظروفها، ولأننا ننطق من ضمير ووعي الناس، من الامهم ومعاناتهم نسجل ما يلي:
1. ارتياحنا لتشكيل ادارة موحدة للازمة مع اخذنا عليهم انها لم تشرك كافة مكونات المجتمع الفلسطيني وبقيت تشكيل فوقي بدون اسس قاعدية.
2. اهمية تشكيل خلايا أزمة مناطقية ترتبط بخلية الأزمة المركزية.
3. توحيد الخطاب الفلسطيني حول فكرة الاستشفاء الشامل، فلا السياسة الجديدة صالحة لتقديم استشفاء بجودة عالية و تؤمن حماية صحية ولا العودة للسياسة القديمة مطلب منطقي حيث انها كانت سياسة منخورة بالثغرات الكبيرة.
4. ان الهدف المنطقي الذي نراه ممكنا ويجب ان تتوحد الجهود الفلسطينية حوله هو مطلب تعديل وتطوير السياسات الاستشفائية بما يمكن الفلسطيني من الحصول على خدمة استشفائية شاملة وكاملة، ويدخل في مجالها الصحة النفسية، ومراكز مكافحة وعلاج الإدمان على المخدرات، والأمراض الخطيرة ذات الكلفة العلاجية العالية ومراكز تأهيل ذوي الحاجات الخاصة، ومراكز خدمية لكبار السن.

ان إدارة الازمة يتطلب من القوى السياسية ان تحقق اعلى تعبئة وطنية فلسطينية، والتعبئة الوطنية لا يمكن ان تكون بدون تحليل واضح يصل للناس كل الناس ، التعبئة الوطنية لا يمكن ان تكون بدون اشراك كل المكونات، ومن ثم صياغة استراتيجية مواجهة و برنامج مهمات عملي.
وأخيرا نقول للأونروا، لمفوضها العام ولمديرها العام في لبنان، ان شعبنا يتمسك بحقه بالعودة رغم كل صنوف المؤامرات وكل اشكال الحصار، وهو متمسك بحقه على المجتمع الدولي، حقه بان يعيش حياة كريمة، وإذا كنتم لا تعلمون مقدار وعيه وبأسه فعليكم ان تجربوه هذه المرة لتعلموا علم اليقين ماهية هذا الشعب ومقدار جلده.
لنتوحد جميعا خلف الحق بالاستشفاء الشامل والكامل لانه حق مكتسب لنا.

زر الذهاب إلى الأعلى