غير مصنف

فاطمة خضيرة تروي عراقة التراث الفلسطيني بالإبرة

فاطمة خضيرة تروي عراقة التراث الفلسطيني بالإبرة

كانت تسترق النظر عندما كانت طفلة، إلى محاكاة أنامل والدتها وخالتها للخيوط ، وهي ترسم ذاكرة وهوية شعب، بتطريز الثوب الفلسطيني ، فيثار إعجابها وترى فيه عملاً إبداعياً يجب أن تتعلمه وتتقنه ،فبرعت فيه وأضافت إليه .
هكذا بدأت إبنة مخيم برج الشمالي ، فاطمة خضيرة فن التطريز، وهكذا تعلقت به وتعمل على نشره وتعليم بقية الفتيات عليه ، وترى بأنه بالإبرة يمكن أن نروي عراقة تراث يفوق تاريخه عن 4000سنة .
وتروي خضيرة قصتها مع التطريز الفلسطيني ل “وكالة القدس للانباء” فتقول : ” كنت في 14 من عمري حين بدأت التطريز، بعد أن تعلمته نظرياً دون أن يشعر أحد بذلك، فقد كنت أختلس النظر إلى أمي وخالتي، وبنات خالتي وهن يطرزن دون أن يلاحظن ذلك، فاراقب حركة الإبرة قطبة قطبة، وبعد شهرين من المراقبة والمحاولة حققت ما أريد، ونجحت في صناعة القطبة. حتى أنني لا أنسى أول مرة نجحت فيها، فقد كان شعوري لا يوصف، فلطالما استهوتني المنتجات التراثية”.
تبتسم قليلاً وتتابع” :لم أتعلم التطريز ليكون مصدر رزق لي، بل ليكون هوايتي المفضلة، وسلاحاً أسكت فيه ادعاءات الإحتلال الإسرائيلي، الذي يسعى دوماً إلى سرقة أي شيئ للفلسطينيين من تراث إلى تاريخ.وباذن الله سوف أعلم أولادي التطريز الفلسطيني، ليعلموه لاولادهم، فيبقى التراث حياً ومتناقلاص من جيل إلى جيل.”
وتمنت خضيرة أن ينتشر فن التطريز أكثر وأكثر، ويكتسب شهرة أوسع، داعية النساء إلى اعتباره أكثر من مهنة، بل رسالة تتناقلها الأجيال من قلب الى قلب قائلة :” إعطي التطريز من قلبك، طرزي بحب وسعادة، لأنه جز ء من وطنيتنا. ”
بين الحاضر والماضي روابط متينة يتلاقى فيها الأجداد والاحفاد، ما يحفظ هوية المجتمع من الإندثار، ويشكل علامة فارقة بين شعب وآخر، وفن التطريز الفلسطيني من أهم سمات التراث والشخصية الفلسطينية يجب الحفاظ عليه وتطويره.

نقلا عن وكالة القدس للأنباء – حوار: زهرة رحيل
زر الذهاب إلى الأعلى