غير مصنف

المؤتمر الشعبي يعقد طاولة مستديرة في لبنان تناقش أوضاع اللاجئين في ظل غياب “الأونروا”

في ظل أجواءٍ يتغوّل فيها الاحتلال الإسرائيلي وحلفاؤه على الشعب الفلسطيني، وتستمرّ محاولاته لشطب حق العودة.. لم يعد ثمة مجالُ للوقوف بلا حراكٍ أمام سطوة الاحتلال وداعميه..
فالتهديدات الأميركية الأخيرة التي أطلقها ترامب في الأول من كانون الثاني 2018، من على منبر البيت الأبيض بوقف المساعدات المالية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، أظهرت استهدافاً غير مسبوق لقضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة..
فدعت “لجنة الأونروا” في المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج لرفض تلك الجهود الرامية لإنهاء وكالة الأونروا؛ الشاهد الوحيد على اللجوء الفلسطيني.

ففي مخيم مار الياس للاجئين الفلسطينيين في العاصمة اللبنانية بيروت، الذي يُعدّ أصغر مخيمات اللاجئين في لبنان، شارك عددٌ من الباحثين والخبراء والأكاديميين ومؤسساتٌ أهليةٌ فلسطينية، في طاولةٍ مستديرةٍ تحت عنوان “مستقبل الأونروا.. الى أين؟”، التي نظمتها “لجنة الأونروا” في المؤتمر الشعبي، يوم الثلاثاء 6 شباط 2018، في مركز بيت أطفال الصمود.

افتتح منسق “لجنة الأونروا” في المؤتمر الشعبي علي هويدي “الطاولة المستديرة” مرحباً بالحضور ومشيراً إلى أهمية اللقاء وبأنه يعقد في ظل ظروف سياسية دقيقة تستهدف القضية الفلسطينية عموماً ووكالة “الأونروا” على وجه الخصوص لارتباطها بقضية اللاجئين وحق العودة حيث تتطلب إهتمام فلسطيني رسمي وشعبي استثنائي وتحرك عربي واسلامي ودولي.

وفي كلمته ضمن رئاسة الجلسة، أكد عضو الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج ياسر علي، على أنّ الأونروا ضحية مثلنا اليوم، كما كنّا ضحاياها سابقاً.. مشيراً الى أنّ المؤتمر اختار أن تكون الجلسة في أحد المخيمات الفلسطينية في لبنان حتى يكون قريباً أكثر من قضايا اللاجئ الفلسطيني.

من جهته الكاتب والباحث الفلسطيني جابر سليمان، أكد في ورقته “الأوضاع السياسية للاجئين الفلسطينيين في ظلّ غياب خدمات الأونروا”، على ضرورة فهم السّياق السياسيّ الذي بُنيت فيه الأونروا منذ تأسيسها عام 1948، حيث بدأت ببرنامج إغاثي للاجئين ثمّ اعتمدت برنامجاً لتشغيل اللاجئين ودمجهم في أماكن تواجدهم، بدل إيجاد فرص عمل لهم.
فقد خصصت الأونروا في مراحلها الاولى 50 مليون لمساعدات اللاجئين الفلسطينيين، و 200 مليون دولار لبرامج الدمج.

واستعرض مدير منظمة “ثابت” لحق العودة سامي حمود، في ورقته “الأوضاع الإنسانية للاجئين الفلسطينيين في ظلّ غياب خدمات الأونروا”، أوضاع اللاجئين الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية في المخيمات والمشاكل التي تعاني منها، متسائلاً أنّ الخدمات التي تقدمها الأونروا حالياً لا تعالج حاجات الفلسطينيين في لبنان، فكيف إذا تمّ إنهاؤها؟

وفي ورقته “الوضع القانوني للأونروا في ظلّ التهديدات بإنهاء خدماتها”، أشار عضو الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي ورئيس اللجنة القانونية معتز المسلوخي، إلى أنّ الإجماع الأمميّ على وكالة الأونروا أعطاها دعماً خاصاً، حيث اكتسبت الوكالة أهميتها كونها ارتبطت بقرارات الأمم المتحدة، التي أكّدت على حقّ اللاجئين الفلسطينيين بالعودة.

وناقشت الجلسة كذلك تداعيات انتقال خدمات الأونروا إلى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين (UNHCR)، في ورقةٍ قدّمها منسّق لجنة الأونروا في المؤتمر الشعبي ومدير عام الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين علي هويدي، قائلاً أنّ الأونروا باتت مشكلةً لدى الاحتلال الاسرائيلي وداعميه، لذلك يسعى إلى إنهائها ونقل خدماتها إلى المفوضية العليا للاجئين UNHCR، الأمر الذي سيحمل معه انعكاساتٍ سلبية على حقّ العودة. حيث سيكون الأخير مجرّد خيارٍ طوعيّ لمن يريد من اللاجئين في ظل تعنت صهيوني. مؤكّداً تمسّك الفلسطينيين بوكالة الأونروا والاكتفاء بها عن مؤسساتٍ أخرى الى حين العودة.

وبدورها سلّطت عضو الائتلاف العالمي لحق العودة ومديرة جمعية المساعدات الشعبية للتنمية والإغاثة ريتا حمدان، في ورقتها “دور المنظمات غير الحكومية في الحفاظ على الأونروا”، الضوء على حراك المؤسسات والمنظمات الأهلية وعملها وتنسيقها لبعض الأنشطة مع الأونروا. كذلك أشارت إلى أنّ في جعبة الائتلاف العديد من الحراكات أمام الاتحاد الأوروبي وزياراتٍ للسفارات، وخطاباتٍ للدولة اللبنانية حول مخاطر توقف خدمات الأونروا.

وعن دور الإعلام باعتباره القوة الأكبر في موازين القوى العالمية، أشار الإعلامي والكاتب المتخصص في الشأن الفلسطيني خالد أبو حيط، إلى أنّ من يريد أن يصوّب سهامه نحو الهدف الأساسي وينجح في الدفاع عن قضيته عليه أن يضع خططاً واضحة في عمله الإعلاميّ حتى يصل إلى العالم. إذ أنّ الإعلام مهمته الأساسيّة مواجهة تزييف الحقائق وتغليف الوعي، وهو ما يجب أن يتّبعه الإعلام الفلسطيني بكافة أشكاله للدفاع عن قضاياه وحقوقه.

هذا ومع كلّ مشكلةٍ طارئة يواجهها الشعب الفلسطيني، يخرج الفلسطينيون في حراكاتٍ شعبيةٍ تواجه تلك المشكلات، وهو ما أكّد عليه عضو الامانة العامة للمؤتمر الشعبي .

_ منقول عن موقع الرشدية _

زر الذهاب إلى الأعلى